حياكم الله و مرحبا بكم فى موقعنا

تطوير الذات

تطوير الذات
ادارة الذات وتحقيق النجاح

هنا حقيقة هامة مغروسة في طبيعية كل إنسان، وهي أنه يرجو السعادة لنفسه؛ يحب أن يكون ناجحاً عملياً، ناجحاً إجتماعياً وماديّاً، يحب أن يكون صاحب أسرة تعيش حياة هادئة، تظللها مشاعر المودة والرحمة فهل حقق كل واحد منَّا ما يرجو لنفسه من هذا كله؟

ليسأل كل واحد نفسه: هل أنت سعيد؟ هل أنت ميسور مادياً.. وفوق هذا كله: هل أنت متزن روحانيّا؟ فليس كل ناجح في عمله متزنّا روحياً.. وقد قامت إحدى الجامعات الأمريكية بإحصاء كانت نتيجة أن أقل من 3% من سكان العالم ناجحون متزنون... نعم؛ فقد يكون الإنسان ناجحاً لكنه غير متزن؛ روحه بائسة, مزاجه مضطرب، والقليل من الناجحين مَنْ يجمعون بين النجاح وسمو الروح...!!

أسباب السعادة: 1- عمل ناجح. 2- إمكانات مادية. 3- تكوين أسرة. 4- روح متزنة. 5- مكانة إجتماعية. هل يستقيمُ الظلُّ.. والعُود أعوج..؟! من الممكن أن يعمل الإنسان طوال عمره، يفكر ويبتكر ويضاعف الجهد ويحقق أهدافاً كثيرة، ولكن.. يبقى أمامه ما يجعله يشعر بالنقص، وأن له هدفا لم يحققه. فما الذي يجعل الإنسان الناجح يصل لمرحلة يشعر عندها بإكتئاب حاد، لا يشعر معه بقيمة ما حققه من نجاح؟!
أذكر أنه في إحدى الدورات سألت الحاضرين سؤالاً: من يريد منكم دخول الجنة؟ فأجاب الجميع برغبتهم في دخولها.. فسألتهم ثانيةً: فما الذي قدمه كل منكم لدخول الجنة؟ أو ما الذي فعله كل منكم ليكون ناجحاً في حياته؟ وهنا سمعت منهم إجابات عجيبة، تحمل أعذاراً واهية؛ بعضهم يُلقي باللوم على أبويه أو أسرته، وبعضهم يعلق عدم سعيه على ماضٍ أرهقه نفسياً، أو على أحوال إجتماعية وإقتصادية لا تشجع على التفكير والإبداع.. وغير ذلك من الأعذار التي يظل الإنسان يرددها ويكرر التعليق عليها، حتى يصدقها وتصبح جزءاً من اعتقاده، وتؤثر في سلوكه بشكل تلقائي.

فكيف ينجح إنسان اعتقد في داخله أنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان يرى أن كل ما يحيط به يقف ضدَّه؟! كيف يسعد إنسان اعتقد أنه يفقد كل أسباب السعادة فأصبح منفعلا وليس فاعلاً.. أصبح ينتظر مدداً يأتيه من خارجه لا من داخلية نفسه. فتخيل إنسانا بداخله كل هذه المشاعر من البؤس والعجز، مِنْ أين يأتيه النجاح والإتزان الروحي...؟!   

  د // ابراهيم الفقى


آخر مقالات المدونة

جميع الحقوق محفوظة لمدونة شهادات ادارة اعمال معتمدة من امريكا 2014